خالد سليمان لإحتلال مبنى البرلمان العراقي الأمس (٣٠/أبرل/٢٠١٦) من قبل حشود الحركة الصدرية وبقيادة مباشرة من مقتدى الصدر، معان كثيرة، أولها إظهار قدرة هذه الحركة التي تتميز هويتها بدينامية شعبوية دينية، ومذهبية بطبيعة الحال، على إختراق المشهد السياسي في العراق من قاعه وقلب المعادلات السياسية. أما النقطة الثانية فهي جعل “المظلومية” محركاً أساسياً للتحشيد بين الجمهور الشيعي الأكثر فقراً وحرماناً، والبيت الصدري، في المخيلة ذاتها ملازم للزهد وتمثلات الفقر. يمكن إعتبار المستوى الثالث من المعاني ذاتها ضرب رمزي للمؤسسات الشيعية التقليدية المتمثلة بمرجعيات السيد على السيستاني والحكيم والصرخي والنجفي والفياض واليعقوبي بغية التقليل من شأنها في القرار السياسي وهلاك أطيافها وراء سلطة الشيعة السياسية. من هنا يمكن القول بأن إحتلال البرلمان هو إعلان جديد، أو ولادة جديدة للحركة الصدرية قبل ان يكون غضب شعبي ضد الفساد المنتشر في مفاصل الدولة والمحاصصة … الخ من مشكلات العراق المستمرة في إعادة تدوير ذاتها. والأهم في هذا الإعلان هو الإنغماس الكلي في التحشيد المجتمع...