التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢٣

محاولة حماية ما تبقى من الأرض في ظل أزمة المناخ

  خالد سليمان في ظل أزمة المناخ.. كيف نحافظ على الأرض؟ يقف اليوم العالم أمام ثلاث أزمات متزامنة ومترابطة:  أزمة المناخ ، وباء كورونا والغزو الروسي لأوكرانيا، ناهيك بحروب إقليمية ومناطقية أخرى لها الأثر المباشر على امدادات الطاقة وسلاسل التوريد والأمن العالمي. وتعد أزمة المناخ الناتجة عن البصمة البشرية على الأنظمة البيئية جراء حرق الوقود الاحفوري والزراعة المكثفة والتكاثر السكاني، أقدم وأخطر الأزمات على الأمن والغذاء والاستقرار، انما بقيت الى يومنا الحاضر دون استجابة من شأنها انقاذ ما بقي من الأرض. أقول (ما بقي من الأرض) لأن مجتمع الأرض فقد الكثير في 500 السنة الماضية حيث انقرض ما يقارب 170 ألف نوع من النبات والحيوان بحسب  دراسة  نشرت بداية العام الحالي (2022). ومن شأن ذلك ترك آثار خطيرة على مستقبل الأنظمة الأيكولوجية التي لا يمكن ان تستمر الحياة على الكوكب من دونها. انقرض في 500 السنة الماضية ما يقارب 170 ألف نوع من النبات والحيوان وبما الحروب والأوبئة تترك آثار مباشرة على حياتنا، تكون الاستجابة لها سريعة ويتم توفير الأموال اللازمة لمواجهتها كما لاحظنا أثناء تفشي وباء كورونا، والأمر مش

البصرة لم تعد جنة البساتين

 خالد سليمان نصف شتاء كتب الشاعر والمغني الكندي الفرانكفوني، جيل فينيون، “بلدي ليس بلد، بلدي هو شتاء”. انه وصف شعري كتب قبل عقود لبلد شمالي، أصبح تناقص الأيام الثلجية واحداً من معالمه المناخية اليوم. وقد لا يمنحنا الوصف الشعري هذا، ذات المتعة الشمالية الفائقة التي طالما التصقت بذاكرة أجيال من الكنديين الفرنسيين، ولا يمكن ترجمته بجميع الأحوال، انما يجوز تعريبه بمقاييس المناخ العراقي على النحو التالي: بلدي لم يعد بلداً؛ انه صيف طويل، يتخلله شتاء خجول. لقد أصبح عمر الشتاء في  العراق  أقصر من عمر فراشة بعد الخروج من شرنقتها وقدرتها على الطيران. يقول الصحفي والناشط البيئي حسام صبحي، “لم يبق في العراق شيء اسمه فصول، هناك صيف طويل وربع شتاء، بل أقل من ذلك”. وفي هذا الشتاء القصير، يختلف مزاج الانسان العراقي بحسب وصف حسام ويصبح أقل انفعالاً ” فحين نقابله في الشارع يلقي التحية ويبدو منفتحاً على الأحاديث العامة، بينما نجده في الصيف غاضباً حتى من ظله ولا يطيق الكلام مع أحد” انه ربع هدوء لا يتجاوز أيام الشتاء المعدودة. وما يزيد من صعوبة ارتفاع درجات الحرارة التي اجتازت نصف الغليان في غالبية مدن الع

سيناريوهات مناخية لمستقبل العراق

خالد سليمان  هل تخيلتم العيش في مدن تحت الأرض هرباً من الحرّ القائظ في مستقبل قريب؟ هل فكرتم بحدوث فيضانات ساحلية تبتلع المدن وتخفيها؟ هل سمعتم بهجرات “عظيمة” ستحدث في مستقبل قريب أيضاً؟ على رغم أن هذه الأسئلة لا تنبع من قصص الخيال العلمي السوداوية، انما وثيقة الصلة بالآداب والفنون والمخيلة الإبداعية. وقد نجد في القصص الأدبية ما يقرّبنا من معالم العالم البيئية، وذلك بسبب قربنا نحن البشر من الحس السردي أكثر من علوم الطبيعة والفيزياء والكيمياء. في قصة قصيرة بعنوان   (جرافيتي 2042)   يتخيل الروائي والقاص البصري، محمد خضير الحياة في مدينة تحت الأرض. يجبر الحرّ اللاّهب السكان على ترك مساكنهم السطحية والإقامة في مدينة جوفية. تصف القصة حركة ساعي بريد يوزع رسائل تعددت عناوينها وظلّت في صندوق البريد لسنوات طويلة. ويُظهر السارد أحوال سطح مهجور أو مدينة قديمة لا يشير فيها شيء إلى الحياة، حتى سجونه أُخلي من نزلائه وأُطلق سراحهم ليختبئوا في المدينة الجوفية. لم تبق سوى المقبرة في السطح، يخترق الحرّ كل شيء، انما يخرج ساعي البريد ويخبر صديقاً رساماً له عن اجراء مسابقة لرسوم جدارية تحت لهب الشمس وتنظمه