خالد سليمان بعد قضاء ١٣ عاماً في السجون بسبب معارضته نظام الحكم العسكري في أوروغواي في سبعينات القرن المنصرم يخرج الكاتب «كارلوس ليسكانو» من غرف السجون الإنفرادية المعتمة ليرى مدينته مونتيفيديو مرة أخرى، إنما دون الأحساس بجماليات ذلك الفضاء الذي نسميه الحرية. لا العائلة ولا الأصدقاء والبيت ولا العمل والوظيفة، انه الوحيد الوحيد، هذا ما شعر به ليلة إطلاق سراحه عام ١٩٨٥ حيث استرد ذاته في فضاء غابت فيه كل تلك الأشياء التي طالما حلم بها ودخل السجن من أجلها. كانت ليلة خروجه من السجن كما يروي هي الأصعب من بين جميع تلك الليالي التي سبقتها، ذاك انه، بعدما قرر إلغاء فكرة اللجوء إلى أحد بقي لاجـــئاً في التفكير بعزلة لم تجترحه سوى العزلة ذاتها والكتابة. كارلوس ليسكانو، المناضل السياسي وقائد الطائرة والسجين ومعلم الرياضيات، وواحد من أهم وجوه الأدب الأوروغواي اليوم، ولد عام ١٩٤٩ في عاصمة أوروغواي مونتيفيديو وكبر داخل بيت لم ير مكتبة وكتاباً للقراءة كما يكتب في كتابه الأخير «الكاتب والآخر» الصادر في باريس نهاية العام الماضي.