خالد سليمان-مونتريال
في غمرة الأحداث السياسية العالمية واخبار القتل والإنفجارات ينتظر الملايين من الناس في العالم اخبار الفرق المشاركة ضمن مباريات كأس العالم في ألمانيا ومفاجآتها الرياضية الممتعة ، وفضائحها أيضاً !. هناك بالطبع فضائخ "خاصة " في كل تظاهرة رياضية بجانب المتعة ، لكنها فضائح ذات طابع مهني ولا تعير بالتالي إلاّ إهتمام المختصين في القوانين الرياضية . لقد كتب أدواردو غاليانو اجمل النصوص عن كرة القدم وتلك الهيجانات الداخلية التي تخلقها في نفوس المتفرجين ، وترجم الفلسفة الكانتية حول معنى الحرب والمحاربين إلى فكرة رياضية جميلة مفادها ؛ ان معنى الرياضة – كرة القدم خصوصاً – لا ينتجه اللاعبون ، بل الذين يتفرجون عليهم . و" كانت " ، كان يقول ان معنى الحرب لا ينتجه المحاربون ، بل الذين يتفرجون علي المحاربين .
نحن الآن لسنا بصدد الفضائح الرياضية ولا متعتها المتخيلة عند أدواردو غاليانو في كتابه الشهير ( كرة القدم في الظل وفي الشمس ) ، ولا تماهي المتفرجين مع لاعبيهم ، بل نحن بصدد " متفرج " آخر لا يجلس امام الشاشة الصغيرة ولا يملئ المدن الألمانية ومدرجاتها الرياضية ، هو متفرج آسيوي ، " سوفياتي قديم " ، اوروبي شرقي ، يجلس في غرف الفنادق والبيوت المخصصة لكبح نشوة النصر وحزن الخسارة بعد كل مباراة من مباريات " الكأس العالمي " في دورته الحالية . متفرج ، يتكون أفراده من الشابات الشرقيات ( الآسيويات منهن والأوروبيات ) ، وهن ، " غانيات كأس العالم " ان صح التعبير.
يتركز دور هذا المتفرج الذي يعيش وينتظر في الظل على تلبية طلبات كثيرة تستوجبها التظاهرة الرياضية وملحقاتها المتعددة ، فهو إطراء لأجواء مابعد المباريات في غرف مغلقة من جانب وطقس انثوي لإمتصاص الفرح والغضب من جانب آخر . بجانب هذا الوصف الأدبي الكلاسيكي هناك وصف آخر يقول: رفع الأغطية عن الأطباق ، لكن أية أطباق ؟ سؤال قد يقتضي سرد بعض الحيثيات والمعطيات التي تتعلق بتجارة " الرقيق الأبيض " ضمن ثلاث تظاهرات رياضية عالمية كبيرة وهي ( الأولمبيات ، مباريات الكأس العالم ، سباق السيارات ) .
في شهر حزيران 2005 تحدثت وسائل الإعلام الشعبية في مدينة برلين عن إستيراد أكثر من 40 ألف إمرأة إلى السوق الألمانية بمناسبة الحدث الرياضي ، وكان المجلس الأوروبي له تخمين مماثل إذ توقع بأن هناك حاجة لنساء يتراوح عددهن بين 30 إلى 60 ألف لتلبية رغبة الزائرين أثناء الإحتفالية الرياضية . اما بلدية مدينة " ميونيخ " فكان تقديرها يتركز على مضاعفة عدد الغانيات في المدينة التي كان يقارب 2000 إمرأة . ولأن التظاهرات الرياضية السابقة وفي البلدان الأخرى اقتضت الأطباق ذاتها ، نلاحظ بأن ألمانيا لم تسبق مثيلاتها المضيفة للإحتفالات الرياضية في العالم في تقديم " الأسماك الحية " للمتفرجين ، بل تلت كل من المجر عام 2001 و مقاطعة كيبيك الكندية بعد ذلك . ففي المجر سمحت السلطات المحلية في ذلك العام للدعارة لمدة ثلاثة أيام بينما في مدينة مونتريال اقتصر الأمر على " الرقص العاري " في الصالات المخصصة للرياضيين .
منذ حزيران 2005 يتم تجهيز أماكن مخصصة داخل إثنتى عشرة مدينة ألمانية تحت عنوان ( الرياضة والجنس ) متشابهان ، ويدفع الزبون سبعون يورو كتعرفة الدخول لتلك الأماكن ، أما الغانيات فعليهن دفع رسوم الدخول قيمته خمسون يورو فقط . هناك حيثيات أُخرى كثيرة حول رفع الأغطية عن أطباق الجسد ويمكن سرد الكثير منها ، ولكن الأغرب في الأمر هو حصر فعل إطراء " المونديال " بين الشابات الآسيويات والأوروبيات الشرقيات ، والحديث في آن ذاته عن الفصل بين الرغبة الذاتية والقسرية في بيع الجسد بينما يتم توزيع البروشورات الإعلانية لممارسة الدعارة بين الشابات الأوكرانيات في برلين ، أو طبع دليل سياحي – والسفر ضمناً - خاص للنساء في ليتوانيا . لقد حاول المجلس الأوروبي تخفيف أمر غانيات كأس العالم إذ لم يبق منحصراً بالسياحة الرياضة الألمانية ( العالمية ) واصبح موضوعاً إعلامياً حرّض منظمات كثيرة تعمل ضد تجارة الجسد أو " الرقيق الأبيض " . ولكن محاولات المجلس لم تتجاوز التصنيف اللغوي مثل " الدعارة الطوعية " أو " الدعارة القسرية " ولم تع تماماً ان هيجان تأثيث المنازل والغرف المحيطة بالملاعب الرياضية بجميع ادوات الإطراء والأطباق الإنثوية سبق الإستعدادات النهائية للمونديال ذاته . والحال هذه ، لم يلحق الإتحاد العالمي لكرة القدم إصلاح ما خرّبه القوّادون " البروكزينيتيون " الألمان من خلال إستثمارهم لصلاحيات البلديات الألمانية للإتجار بالجسد .
في سياق مقال جماعي نشر في صحيفة " لودوفوار " الكندية سمّت مجموعة من الأساتذة والطلاب في جامعات العاصمة "أوتاوا" مباريات كأس العالم لكرة القدم بـ " مباريات عيب العالم لكرة القدم " واعتبروا بأن فضيحة نساء المونديال تخفي وراءها فضائح أُخرى وأُخرى وهي أمر معيب للمجمتع الدولي . لكن شعار البروكزينتيون في المماثلة بين الجنس والرياضة – والعملة الأوروبية الجديدة ضمناً – هو الأقوى مادام 75% من الغانيات هن من المهاجرات ممن تم إستيرادهن من مستنقعات " الإشتراكيات القديمة " !
في غمرة الأحداث السياسية العالمية واخبار القتل والإنفجارات ينتظر الملايين من الناس في العالم اخبار الفرق المشاركة ضمن مباريات كأس العالم في ألمانيا ومفاجآتها الرياضية الممتعة ، وفضائحها أيضاً !. هناك بالطبع فضائخ "خاصة " في كل تظاهرة رياضية بجانب المتعة ، لكنها فضائح ذات طابع مهني ولا تعير بالتالي إلاّ إهتمام المختصين في القوانين الرياضية . لقد كتب أدواردو غاليانو اجمل النصوص عن كرة القدم وتلك الهيجانات الداخلية التي تخلقها في نفوس المتفرجين ، وترجم الفلسفة الكانتية حول معنى الحرب والمحاربين إلى فكرة رياضية جميلة مفادها ؛ ان معنى الرياضة – كرة القدم خصوصاً – لا ينتجه اللاعبون ، بل الذين يتفرجون عليهم . و" كانت " ، كان يقول ان معنى الحرب لا ينتجه المحاربون ، بل الذين يتفرجون علي المحاربين .
نحن الآن لسنا بصدد الفضائح الرياضية ولا متعتها المتخيلة عند أدواردو غاليانو في كتابه الشهير ( كرة القدم في الظل وفي الشمس ) ، ولا تماهي المتفرجين مع لاعبيهم ، بل نحن بصدد " متفرج " آخر لا يجلس امام الشاشة الصغيرة ولا يملئ المدن الألمانية ومدرجاتها الرياضية ، هو متفرج آسيوي ، " سوفياتي قديم " ، اوروبي شرقي ، يجلس في غرف الفنادق والبيوت المخصصة لكبح نشوة النصر وحزن الخسارة بعد كل مباراة من مباريات " الكأس العالمي " في دورته الحالية . متفرج ، يتكون أفراده من الشابات الشرقيات ( الآسيويات منهن والأوروبيات ) ، وهن ، " غانيات كأس العالم " ان صح التعبير.
يتركز دور هذا المتفرج الذي يعيش وينتظر في الظل على تلبية طلبات كثيرة تستوجبها التظاهرة الرياضية وملحقاتها المتعددة ، فهو إطراء لأجواء مابعد المباريات في غرف مغلقة من جانب وطقس انثوي لإمتصاص الفرح والغضب من جانب آخر . بجانب هذا الوصف الأدبي الكلاسيكي هناك وصف آخر يقول: رفع الأغطية عن الأطباق ، لكن أية أطباق ؟ سؤال قد يقتضي سرد بعض الحيثيات والمعطيات التي تتعلق بتجارة " الرقيق الأبيض " ضمن ثلاث تظاهرات رياضية عالمية كبيرة وهي ( الأولمبيات ، مباريات الكأس العالم ، سباق السيارات ) .
في شهر حزيران 2005 تحدثت وسائل الإعلام الشعبية في مدينة برلين عن إستيراد أكثر من 40 ألف إمرأة إلى السوق الألمانية بمناسبة الحدث الرياضي ، وكان المجلس الأوروبي له تخمين مماثل إذ توقع بأن هناك حاجة لنساء يتراوح عددهن بين 30 إلى 60 ألف لتلبية رغبة الزائرين أثناء الإحتفالية الرياضية . اما بلدية مدينة " ميونيخ " فكان تقديرها يتركز على مضاعفة عدد الغانيات في المدينة التي كان يقارب 2000 إمرأة . ولأن التظاهرات الرياضية السابقة وفي البلدان الأخرى اقتضت الأطباق ذاتها ، نلاحظ بأن ألمانيا لم تسبق مثيلاتها المضيفة للإحتفالات الرياضية في العالم في تقديم " الأسماك الحية " للمتفرجين ، بل تلت كل من المجر عام 2001 و مقاطعة كيبيك الكندية بعد ذلك . ففي المجر سمحت السلطات المحلية في ذلك العام للدعارة لمدة ثلاثة أيام بينما في مدينة مونتريال اقتصر الأمر على " الرقص العاري " في الصالات المخصصة للرياضيين .
منذ حزيران 2005 يتم تجهيز أماكن مخصصة داخل إثنتى عشرة مدينة ألمانية تحت عنوان ( الرياضة والجنس ) متشابهان ، ويدفع الزبون سبعون يورو كتعرفة الدخول لتلك الأماكن ، أما الغانيات فعليهن دفع رسوم الدخول قيمته خمسون يورو فقط . هناك حيثيات أُخرى كثيرة حول رفع الأغطية عن أطباق الجسد ويمكن سرد الكثير منها ، ولكن الأغرب في الأمر هو حصر فعل إطراء " المونديال " بين الشابات الآسيويات والأوروبيات الشرقيات ، والحديث في آن ذاته عن الفصل بين الرغبة الذاتية والقسرية في بيع الجسد بينما يتم توزيع البروشورات الإعلانية لممارسة الدعارة بين الشابات الأوكرانيات في برلين ، أو طبع دليل سياحي – والسفر ضمناً - خاص للنساء في ليتوانيا . لقد حاول المجلس الأوروبي تخفيف أمر غانيات كأس العالم إذ لم يبق منحصراً بالسياحة الرياضة الألمانية ( العالمية ) واصبح موضوعاً إعلامياً حرّض منظمات كثيرة تعمل ضد تجارة الجسد أو " الرقيق الأبيض " . ولكن محاولات المجلس لم تتجاوز التصنيف اللغوي مثل " الدعارة الطوعية " أو " الدعارة القسرية " ولم تع تماماً ان هيجان تأثيث المنازل والغرف المحيطة بالملاعب الرياضية بجميع ادوات الإطراء والأطباق الإنثوية سبق الإستعدادات النهائية للمونديال ذاته . والحال هذه ، لم يلحق الإتحاد العالمي لكرة القدم إصلاح ما خرّبه القوّادون " البروكزينيتيون " الألمان من خلال إستثمارهم لصلاحيات البلديات الألمانية للإتجار بالجسد .
في سياق مقال جماعي نشر في صحيفة " لودوفوار " الكندية سمّت مجموعة من الأساتذة والطلاب في جامعات العاصمة "أوتاوا" مباريات كأس العالم لكرة القدم بـ " مباريات عيب العالم لكرة القدم " واعتبروا بأن فضيحة نساء المونديال تخفي وراءها فضائح أُخرى وأُخرى وهي أمر معيب للمجمتع الدولي . لكن شعار البروكزينتيون في المماثلة بين الجنس والرياضة – والعملة الأوروبية الجديدة ضمناً – هو الأقوى مادام 75% من الغانيات هن من المهاجرات ممن تم إستيرادهن من مستنقعات " الإشتراكيات القديمة " !
تعليقات