محمد اسماعيل
ضمن سلسلة (كتاب الصباح الثقافي) صدر عن جريدة (الصباح) كتاب: (ظاهرة صدام والمخيلة العربية) تأليف خالد سليمان في مائة و اثنتين وخمسين صفحة من القطع المتوسط ضمن مقدمة وواحد وعشرين مقالا
يفهم المتلقي من العنوان والمقدمة والمقال الاول، ان المؤلف سيحلل ظاهرة اسقاط المخيلة العربية لهوسها بالبطل الاسطوري على صدام حسين متغاضنية بشكل لا انساني عن قمعه لشعبه.واذا بالكتاب ينسى السبب ويتمسك بالنتيجة فقد استرسل المؤلف في سرد قصص ما ساوية شيقة انجزتها مؤسسة الذاكرة العراقية من لقاءات مع المؤنفلين حتى المقال الاخير الذي حاول ان يعود فيه الى تحليل هذه الظاهرة ولم يفلح.
لو ان المؤلف اقتصر في كتابه على تحليل مشاعر الضحايا او تحولات الجلادين كان اقرب واغرز مادة واكثر منهجية لما اسماه المؤلف (ظاهرة صدام والمخيلة العربية) فقد نسي الاثنين صدام والمخيلة العربية واسترسل في سرد لوقائع معتقلات صدام بلا تحليل و لا دراسة.
بل واستعرض من العرب اناساً بلا مخيلة تحركهم المصالح المدروسة فقط مثل محمد عايد الجابري ومصطفى بكري وعبد الباري عطوان واخرين ونسي غيرهم كثيرين ممن كانوا يتعاطون مع مصالحهم في رشاوي صدام ومازالوا اوفياء لذلك او يتقاضون مثلها من ورثة صدام اذن فهم ليسوا مخيلة انما مصالح.
مرت مقالات الكتاب على قصص شيقة وابعاد نفسية عميقة في التحولات التي جرت على الجلادين وردود فعل الضحايا لكنها دراسة في الخيال المحلي وليس العربي. حصر المؤلف موضوعه في الانفال في حين ظلم صدام شمل الجميع لكن بدرجات (اكيد)، فقد لقي الكرد ما لم يلقاه سواهم في التاريخ من ظلم على يد صدام هذا لانقاش فيه لذا كان عين تحسية لكأنها الكتاب بعنوان يشير الى ان العينة المدروسة هي (الانفال) حصراً وليس صدام كظاهرة.لمح الكتاب لقضايا مهمة خارج سياق العنوان ومنها لعبة البعثية بالايحاءبأن تحرير العراق عدوان على السفنة الا انه لم يكمل المعلومة وهي ان هذه اللعبة تمكن فيها البعثيون من استدراج حتى الحكومة الجديدة و الامريكان اليها بمساعدة المحيط الاقليمي.
اقحم المؤلف حشداً من المصطلحات بمناسبة ومن دون مناسبة وبعض هذه المصطلحات كان التعريف العربي ايسر منها والمعروف ان يميل المؤلف لما هو ايسر على المتلقي.
ورد في الصفحة (104) ذكر: (خيمة سوداء) والخيام المستخدمة في المإتم العراقية ليست سوداء لا في كركوك ولا سواها من المحافظات انها ضمن تدرجات اللون الخاكي بدءاً من الاصفر وانتهاء بالاخضر.
بلغ الكتاب قمة الوعي عند ما يتحدث عن (انتقالية العدالة) عند ما يصبح الضحية حكومة والجلاد مواطناً فهل تحتكم الحكومة الى ثارها الشخصي ام تحتكم للقانون الجديد الذي تشرعة وهذا ليس جزءاً من العنوان ايضاً وهو لم ينس ان الجلاد السابق مازال يبطش بالعراقيين لكن ليس من داخل معتقلات الامن العامة انما من دول الجوار ،الكتاب غير منهجي لكنه مشوق .
عن صحيفة (الاصباح)العراقية
ضمن سلسلة (كتاب الصباح الثقافي) صدر عن جريدة (الصباح) كتاب: (ظاهرة صدام والمخيلة العربية) تأليف خالد سليمان في مائة و اثنتين وخمسين صفحة من القطع المتوسط ضمن مقدمة وواحد وعشرين مقالا
يفهم المتلقي من العنوان والمقدمة والمقال الاول، ان المؤلف سيحلل ظاهرة اسقاط المخيلة العربية لهوسها بالبطل الاسطوري على صدام حسين متغاضنية بشكل لا انساني عن قمعه لشعبه.واذا بالكتاب ينسى السبب ويتمسك بالنتيجة فقد استرسل المؤلف في سرد قصص ما ساوية شيقة انجزتها مؤسسة الذاكرة العراقية من لقاءات مع المؤنفلين حتى المقال الاخير الذي حاول ان يعود فيه الى تحليل هذه الظاهرة ولم يفلح.
لو ان المؤلف اقتصر في كتابه على تحليل مشاعر الضحايا او تحولات الجلادين كان اقرب واغرز مادة واكثر منهجية لما اسماه المؤلف (ظاهرة صدام والمخيلة العربية) فقد نسي الاثنين صدام والمخيلة العربية واسترسل في سرد لوقائع معتقلات صدام بلا تحليل و لا دراسة.
بل واستعرض من العرب اناساً بلا مخيلة تحركهم المصالح المدروسة فقط مثل محمد عايد الجابري ومصطفى بكري وعبد الباري عطوان واخرين ونسي غيرهم كثيرين ممن كانوا يتعاطون مع مصالحهم في رشاوي صدام ومازالوا اوفياء لذلك او يتقاضون مثلها من ورثة صدام اذن فهم ليسوا مخيلة انما مصالح.
مرت مقالات الكتاب على قصص شيقة وابعاد نفسية عميقة في التحولات التي جرت على الجلادين وردود فعل الضحايا لكنها دراسة في الخيال المحلي وليس العربي. حصر المؤلف موضوعه في الانفال في حين ظلم صدام شمل الجميع لكن بدرجات (اكيد)، فقد لقي الكرد ما لم يلقاه سواهم في التاريخ من ظلم على يد صدام هذا لانقاش فيه لذا كان عين تحسية لكأنها الكتاب بعنوان يشير الى ان العينة المدروسة هي (الانفال) حصراً وليس صدام كظاهرة.لمح الكتاب لقضايا مهمة خارج سياق العنوان ومنها لعبة البعثية بالايحاءبأن تحرير العراق عدوان على السفنة الا انه لم يكمل المعلومة وهي ان هذه اللعبة تمكن فيها البعثيون من استدراج حتى الحكومة الجديدة و الامريكان اليها بمساعدة المحيط الاقليمي.
اقحم المؤلف حشداً من المصطلحات بمناسبة ومن دون مناسبة وبعض هذه المصطلحات كان التعريف العربي ايسر منها والمعروف ان يميل المؤلف لما هو ايسر على المتلقي.
ورد في الصفحة (104) ذكر: (خيمة سوداء) والخيام المستخدمة في المإتم العراقية ليست سوداء لا في كركوك ولا سواها من المحافظات انها ضمن تدرجات اللون الخاكي بدءاً من الاصفر وانتهاء بالاخضر.
بلغ الكتاب قمة الوعي عند ما يتحدث عن (انتقالية العدالة) عند ما يصبح الضحية حكومة والجلاد مواطناً فهل تحتكم الحكومة الى ثارها الشخصي ام تحتكم للقانون الجديد الذي تشرعة وهذا ليس جزءاً من العنوان ايضاً وهو لم ينس ان الجلاد السابق مازال يبطش بالعراقيين لكن ليس من داخل معتقلات الامن العامة انما من دول الجوار ،الكتاب غير منهجي لكنه مشوق .
عن صحيفة (الاصباح)العراقية
تعليقات