فتح الله حسيني
يبحث كتاب "كنوز العراق.. قصص وتقارير صحفية حول مصادر العراق الطبيعية" بتأن واضح وشفاف واستقاء بحث في مكامن الخلل الذي رافق طمس واردات النفط في العراق، فضلاً عن البحث المضني عن أسباب شحة المياه في العراق، والتطرق الى هاتين القضيتين المهمتين في العراق، وذلك من خلال الاستناد الواقعي والميداني والتدريبي على محاضرات متدربين وصحفيين عراقيين، أرقهم كتمان أسرار وخبيا المشتقات النفطية والمياه في بلادهم كضرورة حياتية لا أكثر.
يسلط الكتاب، الذي حرره وقدمه الكاتب والصحفي الكردي خالد سليمان، والصادر حديثاً عن دار "آراس" للطباعة والنشر في مدينة أربيل، يسلط الضوء على إشكالية تلك المنتجات المهمة، دون مواربة، من خلال البحث عن المعلومة في أي سند أو بيان، للوصول الى المبتغى في أن النفط هو اشكال، او نعمة تحولت الى نقمة، بينما العكس هو المفترض، فقد اعتبرت المصادر الطبيعية:
المياه والنفط والغاز، دائماً، كنوزاً ثمينة في العراق، وجزءاً من جراحه التاريخية كنقمة بدل النعمة، بحسب خالد سليمان، لذلك فقد أحدث سقوط نظام صدام حسين في العام 2003 تحولاً كبيراً في مفاصل البلاد
المياه والنفط والغاز، دائماً، كنوزاً ثمينة في العراق، وجزءاً من جراحه التاريخية كنقمة بدل النعمة، بحسب خالد سليمان، لذلك فقد أحدث سقوط نظام صدام حسين في العام 2003 تحولاً كبيراً في مفاصل البلاد
وفتحت الأبواب على مصراعيها، حول ضرورة السؤال عن مكامن الخطأ، بعد ان كنا السؤال حكراً على فئة دون أخرى، وأنما بقيت آليات الحصول على المعلومات فيما يخص الكنوز الثمينة في البلد، أسيرة ذهنية قديمة، بالية غير مكترثة البتة بالبشر والحجر.
يعتمد الكتاب في عموم طرحه على ما تم تلمسه من ورشات عمل متتالية من قبل المختصين في مجالات النفط والغاز والمياه وأسس الشفافية، وهو بالتالي ليس كتاباً منهجياً، بحسب المحرر،بل يقديم الصورة بسوداه الغالب وبياضها النادر كما هي، من خلال محور النفط العراقي الذي ظل ردحاً وربما الى اللآن، متأرجحاً بين الضبابية وبين غياب الاستراتيجية، أو من خلال تسليط الضوء على رقعة كركوك، مدينة النفط والكتمان معاً،
المدينة المغطاة والملتبسة بالنفط ومشتقاته، مما إحالها الى ساحة صراع سياسي قائم على أوجه وفي قمته، ومن ثم الوقوف حيال مسألة النففط مقابل الغذاء الذي عانى منه العراقيون جميعهم، كثيراً أبان الحصار الاقتصادي المفروض على بلادهم في تسعينيات القرن المنصرم.
المدينة المغطاة والملتبسة بالنفط ومشتقاته، مما إحالها الى ساحة صراع سياسي قائم على أوجه وفي قمته، ومن ثم الوقوف حيال مسألة النففط مقابل الغذاء الذي عانى منه العراقيون جميعهم، كثيراً أبان الحصار الاقتصادي المفروض على بلادهم في تسعينيات القرن المنصرم.
يجدد كتاب "كنوز العراق" اعلانه عن بلوغ احتياطي النفط العراقي بنحو 115 مليار برميل، مما يجعله ثاتي أكبر خزان نفطي معروف في العالم بعد المملكة العربية السعودية، مما خلق هذا الاشكال ربما، نوعاً من السجال بين الشركات الاستثمارية في العراق وبين الأصوات العادية المطالبة بادخال العقود النفطية في منظومة الشفافية الدولية، ومن ثم حضور الشكوك واثارتها في الشارعين العراقي والكردستاني حول التعاقدات التفطية، ليكون المواطن العراقي هو الدافع الأكثر للضريبة، مواطناً متسائلاً دون ردّ او جواب، مواطناً حائراً في أمره وأمر بلاده.
ظل النفط الرسام للخارطة السياسية في العراق، ومن ثم رسم الخارطة للحياة الاقتصادية للشعوب والأمم، مما أوجد الكثير من النزاعات الدولية متخفية بثياب الأطماع الدولية في البترول من لدن دول أخرى، وخير مثال على ذلك غزو العراق لدولة الكويت أبان حكم النظام البائد والخلاف أيضاً على ضرورة ترسيم الحدود مع ايران والكويت.
الكتاب خوض في مضمار المعلومة ضمن أضابير غير مكشوفو أو بتعبير آخر، البحث عن شئ يكتنفه الغموض فيما يخص النفط والمياه والموارد الطبيعية، البحث في أركان معطيات ظلت طي الكتمان في أروقة أرشيف الشركات وبين الحقول فيما ظل المواطن يترقب رحمة من السماء، بسحرة مؤلمة، أو ربما كما فعلت تلك السيدة العراقية التي حملات جلكانات نفط فارغة في ساحة التحرير في عاصمة بلادها، بحثاُ عن النفط على الأرصفة، رغم أن بلادها عائمة على بحر من البترول والغاز فيما الجلكانات فارغة.
يشخص "كنوز العراق" أزمة حياة واقعة، أو أزمة فصول غير منجزة في قسوة الحياة، حياة المواطن العراقي، شارك في رسم ملامحها متدربون يبدو أنهم أنجزوا ما لديهم من حسرة، ليبقى السؤال مفتوحاً حيال جواب غامص ربما،: وهو: لماذا نحن في أزمة وفض الازمة تبدأ من عندنا؟.
سؤال مشروع، بطبيعته، يجيب عليه الكتاب بنوع من التروي ودون فجاجة، وعبر وقائع وتفاصيل، فيما النفط في هجرته.
تعليقات