كشف مصدر مقرب من السفارة الاميركية في بغداد عن دور تركي جديد في الأزمة السورية خلال المدة المقبلة ، لافتاً إلى أن الجيش التركي مستعد لدخول سوريا لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد كاشفاً عن خطة تركية لضم الموصل.
وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، إن تركيا تخطّط لعزل الساحل السوري ليكون دولة علوية، موضحاً أنها ستترك الشريط الأخضر الوسطي للمسيحيين، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنها "تود الإبقاء على منطقتين هما منطقتا "السُّنة والسلفيين" وتابع المصدر القول إن منطقة الكرد ستحظى بحكم ذاتي تحت إشراف تركي مباشر.
وأكدّ المصدر أن هذه الخطة المرسومة تتداولها السفارتان التركية والأميركية في العراق، لافتاً إلى أن الإدارة الأميركية تنتظر من الحكومة العراقية ان تبقى حيادية في هذا الأمر.
يأتي هذا في وقت تضغط فيه إيران على العراق ليبقي صوته مسموعاً ويعلن تدخله في الأزمة السورية لأن حصول أي اقتتال طائفي، وفوضى في سوريا سينعكس على الأوضاع العراقية.ويرى مراقبون أن الامتدادات العشائرية بين القبائل السورية والعراقية ستفتح ملفّاً شائكاً في هجرات معاكسة من سوريا إلى العراق، وهذا ما سيؤدي إلى تضخّم سكاني، ناهيك عن تكتلات طائفية صلبة داخل جسد البلد قد تؤدي في نهاية الأمر إلى فوضى ديموغرافية.وكشف المصدر المقرب من السفارة الأميركية عن سعي اميركي لمنح الكرد مطلبهم بالدولة الكردية، لافتاً إلى أن السنة في العراق يستعدون لقطع وسط العراق لإعلانه دولة مستقلّة، وفي خضّم هذا الصراع على تقسيم الأراضي تكشف صحيفة تركيّة عن سعي تركيا إلى إلحاق محافظة الموصل بأراضيها وعلى وفق هذه المخططات سيعيش جنوب العراق وسكانه حالة من الجوع والفاقة، إذ تقدّر إحصائيات وزارة التخطيط إن نسبة الفقر، إضافة إلى أن نسبة الإعمار والتطوّر الطبي مقارنة بباقي المحافظات، بمعدلات منخفضة وخطيرة جدّاً.وبحسب الدراسات الاستراتيجية الغربية فإن ايران تدرك ان سوريا هي القلعة التي تقف حائلاً في وجه اميركا في تنفيذ مشروعها لـ"العالم الجديد" كما تختصرها الدراسات الستراتيجية بثلاثة أحرف هي "ان دبليو بي" وترجمتها "حدود العالم الجديد"، إذ ستكون نهاية العام الحالي 2012 هي نهاية "العالم القديم" وبداية العام 2013 هي بداية لعالم جديد حسب ما تروّج له الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي.وبحسب الصحف الأميركية المختصّة بشؤون الدفاع والحرب فإن اميركا بتقسيمها سوريا ستلغي نفوذ روسيا على العالم الغربي من خلال مد أنبوب غاز من دولة قطر الى دول الاتحاد الأوروبي عبر سوريا الى المتوسط وبذلك ينتهي نفوذ الطاقة الروسي، التي تفرض هيمنتها مع توريدها الغاز لأوروبا، هذا من جانب، أما من جانب آخر، فهي تلغي بذلك النفوذ الروسي في الشرق الاوسط، وتبعد -"الدولة الشرسة" حسب وصف اليمينيين الأميركيين المتطرفين- عن المتوسط والمياه الدافئة.وبتقسيم سوريا، ستكون نهاية حزب الله اللبناني، الجناح المسلّح الأوحد بمواجهة إسرائيل، قد حلّت، وسيكون ضرب إيران مسألة ملّحة من قبل الجيش الإسرائيلي الذي بدأ يصرّ في الآونة الأخيرة على توجيه ضربة عسكرية لإيران بحجّة امتلاكها سلاحاً نووياً يهدّد إسرائيل.وبينما تسير الدول العربيّة إلى حتفها، وتقسيمها، تستدرك دول الخليج نفسها وتسعى لصياغة مشروع وحدة خليجية خوفاً من التغييرات التي ممكن أن تطالها، ويأتي ذلك بموافقة الإدارة الأميركية، لاسيما وأن تلك الدول شاركت في تأجيج الفتيل الأوّل لما يسمّى بـ"الربيع العربي"، وهو مشروع كبير تم الترتيب له منذ فترة طويلة وجاء في التوقيت المناسب لتفتيت الدول العربية التي كانت على علاقة مع روسيا مثل ليبيا ومصر واليمن، ودفعت الإدارة الأميركية السلفيين، التي تبيّن الوثائق إنهم من صناعة البنتاغون، إلى مراكز القرار في دول التي طالها "الربيع العربي" في خطوة يراد منها فتح الأبواب أمام "حدود العالم الجديد".ويبيّن المصدر في السفارة الأميركية ان "أولى خطوات بيادق الإدارة الإميركية تمهيداً للاجتياح التركي لسوريا هي مناورات "الأسد المتأهب" الأردنية" التي دارت على الحدود السورية قرب محافظة درعا.ولفت المصدر إلى أن هذه المناروات الغرض منها تحويل انتباه الجيش السوري نحو الجبهة الاردنية وتحويل جزء من قطعاته باتجاه الاردن مما يسهّل الاجتياح التركي لسوريا"، وأشار المصدر إلى أن الاردن تسعى لتنفيذ كل ما يطلب منها لكي تبقى "ارنبا بين الأسود" دون ان يطالها ضرر خوفا على وضع العائلة المالكة فيها"، حسب وصفه.. ونتيجة لهذه المخطّطات يرى المراقبون أن مستقبل العراق سيكون سوداويا، خاصّة أن الفرقاء السياسيين لا يزالون يتقاتلون على المناصب، ونتيجة ضعف المؤسسة العراقية ستسعى القوى السلفية المتشددة للزحف على شيعة العراق
المصدر: صحيفة الديار اللبنانية
تعليقات