خالد سليمان
يعتبر
إسم الشهيد «عمري خاور» ( الصورة الأولى يميناً) رمز من رموز تجريد
الإنسان من الحق في الحياة ليس في كردستان فحسب ، بل في العالم أجمع ، فذلك
الرجل الذي يحتضن صغيره « محمد » في الصورة (الصورة الثانية في الأسفل)
التي هزّت ضمير العالم كان في قلوب أهالي حلبجة وأصبح رمز مأساتها.
ولكن من هو هذا الرجل الخائف حتى في موته على مصير صغيره وما هي سيرة عائلته المنكوبة ؟ انه عمر محمد صالح، أحمد المعروف بـــ« عمري خاور» ، أي انه يكنى بأُمه ، أما إسم زوجته فهو سامية محمد حبيب .
ولكن من هو هذا الرجل الخائف حتى في موته على مصير صغيره وما هي سيرة عائلته المنكوبة ؟ انه عمر محمد صالح، أحمد المعروف بـــ« عمري خاور» ، أي انه يكنى بأُمه ، أما إسم زوجته فهو سامية محمد حبيب .
كان لـــ «عمر» ثمان بنات
وهن ( كرميان ، زيان ، جوان ، بيان ، كويستان ، تارا ، شيلان ، أرمن ) ،
وكان يحلم بولد في العائلة وجاءه « شوان » ،إنما لم يعش طويلاً وترك وراءه
حزناً عميقاً في قلب الأب والأُم والبنات . تحقق الحلم مرة أُخرى نهاية عام
1987 ورزق بتوأم أسماهما «محمد وأحمد» ( محمد في الصورة ) . وقد أدخل هذا
التوأم سعادة كبيرة إلى حياة العائلة بعد موت « شوان » وفرح الجميع بمحمد
وأحمد اللذان لم يعيشا إلاّ شهور قليلة واخترقت رائحة الخردل رئتيهما.
يتذكر أهالي المدينة عمري خاور حين كان يعمل خبّازاً في مخبز « أُوسطة توفيق » جانب جامع « السيدة » ، وكان يعمل في ذات الوقت كحارس ليلي لمدرسة إبتدائية بغية تأمين لقمة العيش لعائلته . لقد أعتاد على تربية الطيور وملء بيته بأنواع كثيرة من الحمامات التي تركت هي أيضاً البيت أثناء المأساة ولم تعد له حمامة واحدة .
يقول صديق الشهيد عمري خاور « كوران عثمان » : رأيته للمرة الأخيرة في صباح يوم المأساة 16-3-1988 ، أي قبل ساعات من قصف المدينة بالأسلحة الكيمياوية . كنا مجموعة من عوائل المدينة بالقرب من معمل « التبغ » المعروف بــ «التنقيح » وقد استخدمت تلك العوائل التي كانت تسكن بالقرب من المعمل قبو يقع تحت بناء المعمل أثناء القصف الإيراني للمدينة قبل ذلك اليوم . لقد بقينا فيه وكان الأهالي يعرفون بأنهم لا ينجون من الفاشية البعثية بسهولة . جاء إلينا عمر ذلك الصباح ووقف أمام المبنى بعد السؤال عنا ، « لا تخافوا سننجو » قال هذا وذهب وكان ذلك لقاء أخير بيننا ومن ثم بدأ القصف .
لقد تعرّفنا على صورته فيما بعد حين كنا في إيران ، كما تعرّفنا على المكان الذي استشهد فيه وهو عتبة منزل « كمال جلال » ، يبدو انه أراد الإلتجاء إلى هناك إنما لم تتركه سموم الأسلحة الكيمياوية وأصبح مع صغيره محمد ضحية نظام البعث الفاشي . وكانت عائلته من جانب آخر تقل تركتوراً مع عوائل أُخرى باحثة عن النجاة ولكن لم ينج أحد منهم .
يذكر أن المصور الكردي رمضان اوزتورك هو صاحب الصورة الشهيرة للقصف الكيماوي لمدينة حلبجة، والتي يظهر فيها "عمري خاور" يحتضن إبنه محمد وكلاهما فارق الحياة. ويقول أوزتورك "دخلت مدينة حلبجة في 18/3/1988 وكان المنظر مرعباً حين نزلت من الطائرة التي كانت تقلنا الى مدينة حلبجة، حيث رأيت الجثث في الازقة والشوارع. لديّ أكثر من 100 صورة فوتوغرافية لم تنشر لحد الآن"
يتذكر أهالي المدينة عمري خاور حين كان يعمل خبّازاً في مخبز « أُوسطة توفيق » جانب جامع « السيدة » ، وكان يعمل في ذات الوقت كحارس ليلي لمدرسة إبتدائية بغية تأمين لقمة العيش لعائلته . لقد أعتاد على تربية الطيور وملء بيته بأنواع كثيرة من الحمامات التي تركت هي أيضاً البيت أثناء المأساة ولم تعد له حمامة واحدة .
يقول صديق الشهيد عمري خاور « كوران عثمان » : رأيته للمرة الأخيرة في صباح يوم المأساة 16-3-1988 ، أي قبل ساعات من قصف المدينة بالأسلحة الكيمياوية . كنا مجموعة من عوائل المدينة بالقرب من معمل « التبغ » المعروف بــ «التنقيح » وقد استخدمت تلك العوائل التي كانت تسكن بالقرب من المعمل قبو يقع تحت بناء المعمل أثناء القصف الإيراني للمدينة قبل ذلك اليوم . لقد بقينا فيه وكان الأهالي يعرفون بأنهم لا ينجون من الفاشية البعثية بسهولة . جاء إلينا عمر ذلك الصباح ووقف أمام المبنى بعد السؤال عنا ، « لا تخافوا سننجو » قال هذا وذهب وكان ذلك لقاء أخير بيننا ومن ثم بدأ القصف .
لقد تعرّفنا على صورته فيما بعد حين كنا في إيران ، كما تعرّفنا على المكان الذي استشهد فيه وهو عتبة منزل « كمال جلال » ، يبدو انه أراد الإلتجاء إلى هناك إنما لم تتركه سموم الأسلحة الكيمياوية وأصبح مع صغيره محمد ضحية نظام البعث الفاشي . وكانت عائلته من جانب آخر تقل تركتوراً مع عوائل أُخرى باحثة عن النجاة ولكن لم ينج أحد منهم .
يذكر أن المصور الكردي رمضان اوزتورك هو صاحب الصورة الشهيرة للقصف الكيماوي لمدينة حلبجة، والتي يظهر فيها "عمري خاور" يحتضن إبنه محمد وكلاهما فارق الحياة. ويقول أوزتورك "دخلت مدينة حلبجة في 18/3/1988 وكان المنظر مرعباً حين نزلت من الطائرة التي كانت تقلنا الى مدينة حلبجة، حيث رأيت الجثث في الازقة والشوارع. لديّ أكثر من 100 صورة فوتوغرافية لم تنشر لحد الآن"
تعليقات