التخطي إلى المحتوى الرئيسي

العراق … برك نفطية تبتلع طيوراً وحيوانات برّية

خالد سليمان
أظهرت صور ومقاطع فيديو نشرها ناشطون بيئيون على شبكات التواصل الاجتماعي بركاً نفطية تبتلع الطيور والحيوانات البرّية في جنوب العراق. وتبين الصور حجم كارثة بيئية أخرى تضرب الجنوب العراقي منذ سنين، وتقضي على الطبيعة وكائناتها من دون تحرّك حكومي لإنقاذ هذه الطيور والحيوانات البرّية التي تشكل عصب التنوع الأحيائي في جنوب البلاد.

القصة، وما فيها، هي وجود عشرات البرك النفطية في محافظة ميسان الجنوبية، تقع فيها حقول نفطية مشتركة بين العراق وإيران مثل حقول البزركان وأبو غرب والفكة. ويعود سبب هذه البركة القاتلة إلى سياسة شركة نفط ميسان، أنشأتها لغرض استقبال المياه المستخدمة لغسل مخلفات النفط اللزجة في المنطقة، إذ تؤثر في جسم الطيور والحيوانات البرّية وتقتلها، الأمر الذي يؤدي إلى هلاك التنوع الأحيائي. وتحدث لي ناشطون في المنطقة عن سبب آخر من أسباب انتشار هذه البرك المائية-النفطية التي تستوحل في الصيف بسبب الجفاف، وهو اهتراء الأنابيب حيث لم تتم صيانتها منذ ثمانينات القرن المنصرم، ويعرضها هذا الاهتراء إلى أعطال وكسور يحدثها غالباً الحفر والأعمال اليومية. 
وقد تم التأكد من صحة مقطع فيديو يلفظ فيه خنزير بري أنفاسه الأخيرة، وفي فيديو آخر تثقل المياه الممتزجة بالنفط المسرّب أجنحة طيور مهاجرة ونادرة في المنطقة، وهي أيضاً في طريقها للفظ أنفسها الأخيرة. تحدث لي ناشط من مركز المحافظة، مدينة العمارة، عن صعوبة الوصول إلى تلك المناطق التي تستقطب بركها النفطية أعداداً هائلة من الطيور المهاجرة والحيوانات بسبب القحولة، ذاك انها منطقة حدودية من جانب، ولم يتم تنظيفها من مخلفات الحرب العراقية- الإيرانية من جانب آخر. وأشار محدثي إلى وجود أعداد هائلة من الألغام البشرية يعود تاريخ زرعها إلى سنوات الحرب في ثمانينات القرن المنصرم. تحول هذه الأسباب دون تمكن المنظمات البيئية والمدنية من الوصول إلى المنطقة وإنقاذ حياة الحيوانات الباحثة عن أي شيء يرطب ريقها.
في ما خص المؤسسات الحكومية يقول خبير التنوع الأحيائي ومصور الحياة البرّية العراقي ليث العبيدي، “على رغم ما نشره الناشطون حول تمادي التلوث النفطي بسبب برك نفطية كبيرة في حقول البازركان في محافظة ميسان، التابع لشركة نفط ميسان، لا يزال الموضوع مُهمَل، ولم نر أي استجابة من مديرية بيئة ميسان سوى الاكتفاء بتعليق مقتضب على شبكة فيسبوك، يتم فيه إلقاء اللوم على الشركة النفطية في المنطقة المذكورة”. يذكر أن المناطق التي تقع فيها حقول نفطية تخضع لمراقبة أقسام أو وحدات خاصة بالبيئة والسلامة في كل حقل نفطي. ولمديريات البيئة مسؤولية التنسيق ومراقبة تلك المواقع.
إن التلوث النفطي في المحافظة لم يتمادَ على حياة الطيور والحيوانات البرّية والتنوع الأحيائي فحسب، بل شمل سكان المحافظة حيث تعاني من أزمات صحية بسبب مشكلات بيئية أحدثتها الشركات النفطية العاملة. وقد بحثت وزارة الصحة عام 2015 هذه الأزمة وشكلت لجنة خاصة لمعالجة التلوث البيئي الذي يفتك بمحافظة ميسان الجنوبية منذ أعوام، إنما من دون نتائج تذكر. علماً ان هناك قانوناً أصدره مجلس الوزراء العراقي عام 2009 يهدف إلى: “حماية البيئة وتحسينها من خلال إزالة ومعالجة الضرر الموجود فيها أو الذي يطرأ عليها والحفاظ على الصحة العامة والموارد الطبيعية والتنوع الأحيائي والتراث الثقافي والطبيعي بالتعاون مع الجهات المختصة بما يضمن التنمية المستدامة وتحقيق التعاون الدولي والإقليمي في هذا المجال”. ومنذ صدور هذا القرار، تعاني مناطق كثيرة في البلاد من أزمات بيئية أصبحت شبه مستدامة، إذ حالت السياسات الحكومية دون استفحالها، كما استفحلت برك ميسان المائية- النفطية واستوحلت.
  • 23/9/2018

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أزمة المياه تهدّد الشرق الأوسط.. والعراق على الخط الأحمر

خالد سليمان  يشير مدير المعهد العلمي للبيئة في جامعة جنيف مارتن بينيستون إلى ذوبان شبه كلي لثلوج جبال الألب نهاية القرن الحالي، حيث لا يبقى سوى القليل منه في الأعالي. يعود سبب ذوبان هذه الثلوج التي تغذي أنهار (راين، دانوب، بو، رون) ويعتمدها ١٦٠ مليون نسمة في غالبية أنحاء أوروبا للزراعة والنقل والطاقة والغذاء، إلى التغيير المناخي وارتفاع درجات حرارة الأرض، ناهيك عن الازدياد السكاني حيث تشير الإحصائيات المتوقعة إلى وصول نسبة سكان المعمورة إلى ١٠ ملايين نهاية هذا القرن.  كانت هذه الصورة بداية لمؤتمر دولي بعنوان “السلام الأزرق” حول دور المياه في السلام والتنمية المستدامة في الشرق الأوسط نظمه Stratigic Foresight Group وجامعة جنيف بالتعاون مع وكالة سويسرا للتنمة والتعاون الاسبوع الثاني من شهر أكتوبر ٢٠١٥. 

هەر دەوڵەتێکی کوردی لەم دۆخەدا لە دایکبێت، وەک ئەوەی باشوری سودان دەبێت*

خالد سلێمان سیاسەتی ڕاستەوخۆ، ناڕاستەوخۆی شانشینی سعودی، قەتەر، تورکیا بەرامبەر عیراق و سوریا، لە حەڵەتی پاشەکشەی یەکجارەکی پرۆژەی دەسەڵاتێکی ئیسلامی ( ئیخوان، بەرەی نوسرە، ئەحراری شام، سوپای ئیسلام .. هتد ) ، کار بۆ دامەزراندنی کیانێکی سوننەی سەربازی دەکات، کە دور نیە، بەعسیەکانی ناو داعش، تۆوی ئەو کیانە بن . یانی داعشیش بەشێک دەبێت لە نەخشە سعودی - قەتەری - تورکیەکە .  ئێستا هەوڵی هەرسێ جەمسەرەکە لەوەدا کۆدەبێتەوە، چۆن لە ڕێگەی پارتی دیموکراتی کوردستان و پارتە کوردیەکانی ناو ئیئتلافی ئۆپۆزسیۆنی سوریاوە، کوردیش بەشێک بێت لەو کیانە سوننییە . لەوانەیە ئەمە باشترین دەروازە بێت بۆ تەماشاکردنی دیمەنی هەرێمی کوردستان، کە لە ڕوی سیاسی و ئابوری و کۆمەڵایەتییەوە لە خراپترین ئاستیدایە، بگرە لەبەردەم داڕوخانێکدایە کەس مەزەندەی دەرەنجامەکانی ناکات . بەڵام ئەوەی لەناو دیمەنێکی سیاسی، سۆسیۆ - ئابوری خراپی وەک ئەوەی ئەمڕۆماندا، هەژمونی خۆی هەیەو ڕای

MIDDLE EAST Human Rights Watch outraged by video showing Syrian rebel commander Abu Sakkar cutting out government soldier's heart and eating it

By John Hall A graphic video has emerged of a Syrian rebel commander cutting the heart out of a  soldier’s chest and biting into it. Described by Human Rights Watch as “emblematic” of a civil war that has rapidly descended into sectarian hatred and revenge killings, the amateur footage was posted on the internet yesterday - sparking outrage among opposition figures, as well as supporters of President Bashar al-Assad. Human Rights Watch said the video shows Abu Sakkar – the prominent founder of rebel group Farouq Brigade, which originated in Homs. In the clip, Sakkar cuts into the chest of the dead soldier before ripping out his heart and liver and declaring: “I swear to God we will eat your hearts and your livers, you soldiers of Bashar the dog”. To off-screen cheers and chants of “Allahu akbar [God is Great]”, the man then bites into the heart. The Syrian conflict started with peaceful protests in March 2011, but when these were suppressed it gradually turned int...