التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢٣

أزمة التنوع الأحيائي تهدد حياة مليارات البشر

 خالد سليمان مليون نوع في خطر تساهم الأنواع البرّية (النبات و الحيوان ) في إدامة حياة المليارات من البشر ورفاهيتهم مثل الغذاء، والطاقة، المواد، الطب، الترفيه، الإلهام، وما إلى ذلك. يتم استخدام ما يقرب من 50000 نوع بري عبر ممارسات مختلفة، بما في ذلك أكثر من 10000 نوع برّي يتم حصادها مباشرة من أجل غذاء الإنسان. انها مساهمة كبيرة وجوهرية تقدمها الأنظمة البيئية، انما أزمة التنوع الأحيائي المتسارعة عالمياً، مع خطر الانقراض على وجود أكثر من مليون نوع من النبات والحيوان، تهدد هذه المساهمات التي توفرها الأنظمة الأيكولوجية للبشرية. وتعود أسباب الأزمة بحسب العلماء الى النشاط البشري المفرط في استخدام الأنواع البرّية مما يعرّضها للانقراض أو يقلل من مساهمتها في إدامة النظم البيئية، حياتنا بطبيعة الحال. إن سكان الأرياف في البلدان النامية بحسب  تقييم جديد  للمنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية (IPBES) هم الأكثر لجوءً إلى الممارسات غير المستدامة، اذ يجبرهم الافتقار إلى البدائل الغذائية، على المزيد من استغلال الأنواع البرية المهددة بالفعل...

الغذاء يحرج العراقيين

  خالد سليمان الأسبوع الثاني من شهر أيلول عام 2019، لم يزل الحَرّ يلتقم مدينة البصرة أقصى جنوبي العراق، أدخل مع صديقي بصري واخر جاء من الديوانية الى مطعم لتناول الغداء. يلمح المكان الى فائض كبير في “الكرم” والبذخ؛ خبز عراقي مُحمص بحبات السمسم وخارج تواً من التنور، تُقدم مع أطباق من المقبلات الجاهزة بما فيها الشوربة على الطاولة، ونحن لم نطلب شيئاً بعد. درجة الحرارة تقارب نصف الغليان (47 درجة) في الخارج، بينما تخترق البرودة أجسادنا نحن الزبائن في الداخل (16 درجة). تناولنا بها فيه الكفاية من الخبز والمقبلات والشوربة، واكتفينا تالياً بكمية قليلة من الطبق الرئيسي الذي بدا لي هائلاً جداً. اللحم المطبوخ، ثلاثة أنواع من شوربة الخضار والحبوب ونوعين من الرز، والمزيد من الخبز. سألت العامل الذي قدم لنا “الوجبات” عن سبب تقديم هذه الكمية الكبيرة من الطعام الى شخص واحد، وهو بدوره لم يتردد في ان يقول لي: انه الكرم البصري. يتكرر هذا المشهد التبذيري في بغداد، النجف، الديوانية، السليمانية وأربيل وأصبحت المطاعم تنافس بعضها البعض في تقديم المزيد، ولا يتردد الزبائن في ترك البقايا ورائهم. لقد صار الاستهل...

طبق قاتل...من بيض السلاحف إلى أرجل الضفادع

خالد سليمان التركة الثقيلة وجد الأوروبيون الأوائل للملاحة في نهر الأمازون مئات من  السلاحف  النهرية العملاقة أو الطفاشة في قرى للسكان الأصليين في أمريكا الجنوبية. وكانت أعداد  السلاحف  المتجمعة بالقرب من الشواطئ خلال خمسينيات القرن التاسع عشر، وفيرة بما يكفي لإعاقة حركة الملاحة في نهر ماديرا. كان وجود كل تلك السلاحف العملاقة كفيلاً بفتح شهية المستعمرين لتناول لحمها واستغلال بيضها لأغراض الطاقة والصناعية والغذاء. وقد تم استخدام بيض السلاحف لإنتاج زيت من أجل الطهي والإضاءة. بحسب دراسة للعالم الأمريكي (كينت ريدفورد) بجامعة فلوريدا نشرت عام 1992 بعنوان  غابات فارغة  تم انتاج 192000 رطل من الزيت في عام 1719 في أعالي الأمازون فقط؛ مما يعادل 24 مليون بيضة تقريباً. وتطور الأمر في النصف الثاني من القرن الـ 19 الى صناعة مربحة، حيث كان يتم حصاد ما لا يقل عن 48 مليون بيضة سنوياً لتزويد الصناعة وإنتاج الزيوت. في العديد من تلك المناطق، تم القضاء فعلياً على السلاحف النهرية العملاقة عبر افتراس شديد لبيضها ناهيك بالتجارة بلحمها. وترك القضاء على السلاحف وأعداد كبيرة من الحيو...

عن أنثى الوشق واطعام السكان في العالم العربي

 خالد سليمان أنثى الوشق وحيد يعد الأرنب الأمريكي الوجبة الرئيسية والمفضلة لحيوان الوشق في شمال أمريكا، من دونه يتغذى هذا الحيوان وهو من عائلة القطط البرّية والثدييات اللاحمة، على الفئران، السناجب، طيور الخشب والطهيوج أو الدرّاج والجيف. وبما ان هذه المصادر لا تلبي احتياجات الوشق الغذائية دائماً، لا يستطيع بعض أفراد عائلته الاحتفاظ باحتياطي الدهون في أجسامهم، الأمر يعرضهم للجوع والهشاشة. تالياً، في ظل ندرة الأرانب، ينخفض ​​عدد الوشق أيضاً، ذاك إن قلة مخزون الدهون في جسمه تصعب عليه البقاء على قيد الحياة جراء نقص الطعام ودرجات الحرارة المنخفضة في الشمال الأمريكي. كما يغير نقص الغذاء سلوكياته، بما في ذلك زيادة التشرد وفقدان الحذر، مما يجعله عرضة للحيوانات المفترسة الأخرى. تظهر تداعيات  سوء التغذية  على الحياة الاجتماعية للوشق، بما فيها التزاوج ومستويات التكاثر. فعندما تكون الانثى في حالة صحية سيئة جراء سوء التغذية، تتجنب الاتصال بالذكور والتزاوج معهم، كي لا تلد صغاراً بينما هي تعاني من نقص الغذاء. تترك الذكور في عزلتهم بين الغابات ولا تقترب منهم، وقد تستمر في تجنب الاتصال الجن...

المستنقعات العراقية في مستنقع السياسة

خالد سليمان  تمارس إيران سياسة “حبس” المياه وقطعت كل الأنهار العابرة للحدود قام عدد كبير من السكان المحليين قرب هور الحويزة بمحافظة الميسان جنوبي  العراق  ببيع قطعانهم وممتلكاتهم وهاجروا نحو المدن جراء جفاف عنيف أدى إلى تجفيف الهور الذي يعد مصدر رزقهم واقتصادهم المحلي. “لا حول ولا قوة للسكان أمام أزمة الجفاف الحالية وتلوث الأنهر المغذية للهور، لقد فقد الكثير منهم مواشيهم جراء المياه الملوثة. تعتمد عائلتي على تربية الجاموس وصيد الأسماك ولا نملك موارد أخرى، لقد انتهى مصدر دخلنا بانتهاء الهور”، هذا ما نقله لي مصطفى هشام وهو أحد من السكان المحليين بالقرب من هور الحويزة  جنوبي البلاد . وسجلت وزارة البيئة 700 حالة تسمم بسبب تلوث مياه الأهوار هذا العام، علاوة على التجاوزات على حصص مياه القرى المجاورة للهور بحجة سد صعود اللسان الملحي في شط العرب. علما أن أزمة الجفاف بدأت العام الماضي (2021) ولم تحرك الحكومة العراقية ساكنًا ولم تقدم أي مساعدات للسكان المحليين بحسب مصطفى. كري الأنهار يذكر أن الأهالي خرجوا قبل أشهر وقاموا بالاحتجاج في مركز محافظة الميسان، العمارة، وذلك من أجل...

العراق.. شبح الجفاف يخيم بمآسيه

خالد سليمان    تتدفق معلومات كثيرة عن   التدهور البيئي   في   العراق   هذه الأيام. ويحتل شح المياه،   التصحر  و   العواصف الغبارية   المساحة الأكبر بين كل تلك المعلومات التي ترسم في الغالب خارطة مستقبل قاتم للبلاد،  بينما هي في الأساس ليست جديدة ويعود تاريخ توثيقها ونشرها الى ماض قريب، انما لم يعرها أحد اهتماماً الحكومات العراقية المتعاقبة ضمناً. في الأحوال العادية لا تتجاهل الأوساط الإعلامية والحكومية والسجلات العامة المشكلات البيئية فحسب، بل تصنفها ضمن الرفاهية والرخاء، مما حالت دون إيجاد حلول للأزمة البيئية الخانقة التي يعيشها  العراق  اليوم.  على سبيل المثال لا الحصر، شهدت البلاد بحسب بيانات تعود لوزارة البيئة لعام 2013 أكثر من 120 عاصفة ترابية و283 يوماً مغبراً، وأشارت توقعات بيئية، قبل نحو عقد من الآن، إلا أن  العراق  في السنوات العشر المقبلة، سيشهد 300 عاصفة ترابية سنوياً. لم تلفت تلك المعلومات انتباه صناع السياسة حينئذ، وقد وضعها احتلال داعش لأجزاء واسعة من البلاد بعد عام واحد من نشرها في طي النسيان....