لوصف عالمنا المألوف للقتل اليومي وأخبار المفخخات والإنفجارات والمقاومات البشعة سلوكاً وثقافةً ، علينا الخروج من الأطر الثقافية والفكرية المألوفة التي تكرس ظاهرة الكذب والمراوغة اللغوية والشكلية ، بغية " لفّ " الحقيقة في بطن اليباب . الدول والحكومات والمجتمعات والشعوب الإسلامية والعربية تحديداً ، واضحة في قولها وإعلانها اليومي عن عدم التورع عن إتهام مَن لا يتفق معها ، بـ "عدو الله" . نقول " عدو الله " لأسباب ، يمكن إرجاعها لتاريخ " العذاب " في الثقافة العربية – الإسلامية ومقارنته في الوقت ذاته مع فظاظة الحركة الإشتراكية – المسيحية النمساوية في العقد الثاني من قرن التاسع العشر ، إذ كانت تصنف اليهود والأتراك في صنف أعداء الله. هناك اسباب كثيرة تدفعنا للمقارنة بين حالنا " الآن " وبين ظاهرة ما قبل التوتاليتارية الغربية التي طالما ارتسمت على فن الخطابة القومي والديني ، مستلهمة بذلك من عنصرية القس الألماني " أبراهام سانتكا كلارا " المولود في جنوب ألمانيا عام 1664 . وهو كان بمثابة المصدر الفلسفي الأول لفيلسوف النازية الأشهر "...